لا أسرة فارغة لمرضى كورونا في لبنان وهذا وضع المستشفيات اليوم
٧٠ بالمئة من الإصابات من السلالة المتحوّرة و٦٠ بالمئة عدوى منزلية
مع ازدياد أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وتأكيد دراسات أجريت في الجامعة اللبنانيٍة أنّ ٧٠ بالمئة منها من السلاسلات المتحورة، تدخل مستشفيات لبنان في نفق مظلم، مع إعلانها بلوغها السعة الاستيعابية القصوى.
مستشفيات بيروت تعاني من أعداد المصابين
في بيروت أسرة المستشفيات امتلأت، قسم الطوارئ ممتلئ والموجودون ينتظرون دورهم لنقلهم إلى العناية الفائقة، هذا ما يقوله الأطباء عند وصول حالة مصابة بفيروس كورونا، مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس أبيض كتب في تغريدة “”في تقييم المرحلة الوبائية، يقع لبنان حاليا في المستوى الرابع (وهو الأسوأ): وباء خارج عن السيطرة مع قدرة محدودة للنظام الصحي، مما يتطلب تدابير مكثفة لتجنب ارتفاع الطلب على الخدمات الصحية وبالتالي زيادة معدلات الاعتلال والوفيات بشكل كبير”.
وأكد عدد من الأطباء في الأيام الأخيرة أن المستشفيات الرئيسية تخطت طاقتها الاستيعابية، مع ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير خصوصاً خلال فترة الأعياد، وعن حاجة عدد أكبر من المصابين لدخول أقسام العناية المركزة التي باتت ممتلئة.
القدرة الاستيعابيّة لمستشفيات صيدا وصلت حدّها الأقصى
مع ارتفاع أعداد المصابين في مدينة صيدا وجوارها، حذرت غرفة عمليات إدارة الكوارث والأزمات في إتحاد بلديات صيدا – الزهراني من أن القدرة الإستيعابية لمستشفيات صيدا والجوار وصلت حدّها الأقصى ليل أمس، بحيث لم يعد توجد أية أسرة فارغة في الوقت الحالي لمرضى الكورونا في المستشفيات، لا في غرف العناية الفائقة ولا في الغرف العادية، كما أن أجهزة التنفس المنزلية غير متوفرة بسهولة في الأسواق.
رئيس غرفة عمليات إدارة الكوارث والأزمات في إتحاد بلديات صيدا – الزهراني، عضو مجلس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي قال لـ “أحوال”: يوجد في مستشفيات صيدا 55 سرير عناية فائقة و65 سرير عادي لمرضى كورونا، ونعمل على رفع هذا الرقم من خلال إدخال مستشفيات خاصة أخرى لاستقبال مرضى كورونا وزيادة طابق في مستشفى صيدا الحكومي، ونحن أطلقنا التحذير لأنه لم يعد هناك أي سرير شاغر في المستشفيات، بل أن المستشفيات السبعة كانت تستقبل مرضى كورونا في الطوارئ بانتظار تأمين أسرة لهم، وهذا المؤشر الخطير دفعنا لإطلاق الإنذار أننا قدمين على كارثة أكبر في حال لم يلتزم المواطنون بالتباعد الاجتماعي واستخدام كل وسائل الوقاية لأنه تبيّن أن حوالي 60% من الحالات هي نتيجة اختلاط منزلي.
أضاف، منذ بداية الجائحة تصدر غرفة العمليات كل يوم سبت بياناً بأعداد الحالات النشطة والوفيات، وبحسب آخر إحصاء كان في المدينة 1051 حالة نشطة، ولكن اللافت أنه خلال 20 يوماً فقط زادت الحالات النشطة 550 حالة، وخلال أسبوع كان هناك 469 حالة إيجابية وهذه أرقام صادمة في المدينة، حيث أنه في أحد الأيام وصلت عدد الحالات إلى 130 حالة ولم نشهد مثل هذا الرقم في يوم واحد منذ بداية الأزمة حتى اليوم.
وحول تأمين أسرة إضافية في المستشفيات الخاصة أكد حجازي أن الظروف الإقتصاديّة والأزمة المالية التي تمر بها المستشفيات تّشكل عائقاً لتأمين الأسرة لأن كلفة طا سرير عناية فائقة تتراوح بين 40 و60 ألف دولار بالعملة الصعبة وهناالصعوبة، بينما مستشفى صيدا الحكومي يملك أسرّة لكنه بحاجة إلى دعم في المواد الطبيّة وبعض المعدّات ويمكنه استيعب عدد أكبر من المرضى لأن المستشفى تحوّل بالكامل لمرضى كورونا، بينما المستشفيات الخاصة تستطيع افتتاح أقسام مخصصة لمرضى كورونا وباقي الأقسام للمرضى العاديين.
مستشفيات طرابلس تناشد المواطنين اتباع وسائل الوقاية
وجه مدير الإنعاش والعناية الفائقة الخاصة بكورونا في المستشفى الاسلامي في طرابلس الدكتور سميح بركة، رسالة صوتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحدث فيها عن الوضع في المستشفى الاسلامي ومستشفيات المدينة، قال فيها: “الوضع كارثي والأسرة إمتلأت اليوم، ولا مكان لأي مصاب بكورونا في المستشفيات الخاصة في المدينة”.
وناشد المواطنين “اتباع الاجراءات الاحترازية الضرورية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والنظافة والإلتزام بقرار التعبئة العامة والاقفال”.
مدير مستشفى الشفاء محمد الزيلع يخشى من وصول لبنان إلى السيناريو الإيطالي وأن لا يكون الأطباء مضطرين استبدال المرضى كبار السن بالشباب لوضعهم على أجهزة التنفس الصناعي.
منطقة الزهراني بلا مستشفى لاستقبال مرضى كورونا
تضم منطقة الزهراني الواقعة جنوب مدينة صيدا العديد من القرى والبلدات لكن لا يوجد في المنطقة سوى ثلاث مستشفيات صغيرة غير مؤهلة لاستقبال مرضى كورونا، ويضطر المرضى التوجه إلى صيدا أو النبطية التي بدورها تستقبل مرضى كورونا في المستشفى الحكومي ومستشفى راغب حرب، لكن مع ارتفاع عدد الإصابات لم تعد هناك أسرّة شاغرة.
عدم وجود مستشفيات في المنطقة دفع بمدير مستشفى خروبي العام الدكتور أحمد خروبي المبادرة لتقديم العلاج المجاني لمرضى كورونا في منازلهم، “أحوال” اتصل بالدكتور خروبي الذي قال: في عام 2012 تعرض المستشفى إلى غرف بالمياه تسببت بأضرار كبيرة وخسائر مادية فادحة فيه، ولم تقدم الهيئة العليا للإغاثة أي تعويض، وقد مر المستشفى بأزمة ماليّة ولا نستطيع تأمين التجهيزات اللازمة لمرضى كورونا في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، لذلك بدأت بزيارة مرضى كورونا في منازلهم يرافقني فريق متخصص من المستشفى وصرنا نقدّم العلاج اللازم مجاناً للحالات التي لا تستدعي العناية الفائقة انطلاقاً من الواجب الإنساني.